علاء الدين الدروبي 1920



1920

أحد أنجال عبد الحميد باشا الدروبي. ثالث ثلاثة ذهبوا إلى الآستانة للدراسة العالية في معاهدها علاء الدين الدروبي و نجم الدين الدروبي و هاشم الأتاسي فكانت دراستهم بالحقوق السياسيبة و الأصول الدولية و تخرج الثلاثة من معهد غلطة كما كان يسمى آنذاك. فكان علاء الدين باشا حجة في المعرفة بالإضافة إلى ذكاء نادر و اطلاع واسع و قد عين سفيرا للباب العالي في البلقان ثم واليا في مملكة اليمن ثم حاكما للبصرة . كما عين رئيسا لمجلس الشورى في عهد الملك فيصل بن الحسين خلال فترة الانتداب الفرنسي على سورية 27 حكومة كانت أولها حكومة علاء الدين الدروبي والتي استمرت 27 يوما من 2 تموز إلى 21 آب 1920 , وتم في عهدها فصل لبنان عن سوريه . ثم عين رئيس مجلسا لمجلس الوزراء
في عام 1920 والقى خطبة في الوليمة التي أولمتها الحكومة السورية للجنرال غورو في 11آب 1920م.
غادر الملك فيصل سورية على أثر دخول القوات الفرنسية بقيادة الجنرال غور إلى سورية في 24 تموز عام 1920م. وقبيل وفي الخامس والعشرين من تموز 1920، شكل الملك فيصل حكومة برئاسة علاء الدين الدروبي. وبعيد دخول الجنرال غورو وقواته إلى دمشق أقام رئيس الوزراء السوري وليمة على شرف الجنرال غورو في الحادي عشر من آب وألقى خطاباً فيها، هذا نصه:
يا صاحب الفخامة!
أرحب بفخامتكم باسم الحكومة السورية وأهنئكم بسلامة الوصول وأتمنى لكم وللحكومة التي تمثلونها كل غبطة وحبور. وإنني عملاً بما يوحيه إليّ الشعور الوطني الذي يختلج في جوانح أبناء سوريا أشكر لكم كل شكري على تصريحكم الأخير بأن الحكومة الافرنسية التي عهد إليها مؤتمر السلم بمهمة الانتداب في سورية لا ترمي من ورائه إلا إلى رعاية مصلحة البلاد وفلاحها، وأن استقلال السوريين الذي سبق الاعتراف بصورة علنية غير مهدد بخطر. ومما يزكي هذا التصريح الرسمي الذي يبث الطمأنينة في النفوس، وأن تقاليد فرنسا الباهرة وماضيها المجيد وما صرح به زعماؤها منذ خاضت غمار الحرب ذوداً عن حوزة العدل ونصرة للحق على القوة، لا يترك مجالاً للشك بأن حكومتكم المبجلة لا ترغب كما ذكرتم في استعمار سورية ولا تحاول استبعادها، وإنما تريد أن تعمل بمبادئها القوية المأثورة عن أبطال ثورتها الكبرى الذين كتبوا حقوق الإنسان بدمائهم في تاريخ العالم. وأن مؤتمر السلم الذي اختاركم للانتداب في هذه البلاد السورية وإنما زاد في ضمانة تأييد حقوق الشعب السوري وصيانة حريته واحترام استقلاله، ولذلك فانتداب حكومتكم المعظمة لبلادنا ليس فيه ما نخشاه لأن كرامتنا أصبحت مضمونة بصورة علنية، ونؤمل أن ننال منكم ما نالته أمريكا وايطاليا والبلجيك واليونان، وغيرها من الشعوب المهضومة الحق من قبل. ولقد كان رجال البلاد المتنورون على ثقة وطيدة بما لفرنسا من سلامة القصد، إلا أن أقلية صغيرة- أكثرها غريب الدار- كانت توسوس في صدر الجمهور كما لا يخفى عليكم بأن فرنسا دولة مستعمرة وأنها تعمل على بسطة ملكها من نفقة غيرها، على أن الذين انخدعوا بزخرف القول لا يلبثون أن يعرفوا الحقيقة التي خفيت علينا البتة. وإيضاحاً للحقيقة التي مازالت مكتنفة بالغموض أريد أن أصرح لفخامتكم بأن الشريف فيصلاً كان يشاطرنا هذا الرأي وكان في مذكراته الخصوصية يجهر بإخلاص واستقامة الافرنسيين، إلا أن ذوي الريب المحيطين به أثاروا الحوادث الأخيرة المؤلمة وأن البحث العميق في هذه القضية سيظهر صدق هذا البيان. وإنما يرجع إلى عدل فرنسا تقدير هذه الأحوال وأن تحكم فيها بما تراه موافقاً للعدل.
إن شعورنا لا يمكن أن يرتاب فيه. لأننا قاتلنا في صفوفكم وفي سبيل تلك القضية العادلة وإننا كنا نؤلف جزءاً لا ينفصل عن جموعكم وقد كان مصيرنا مرتبط بمصيركم ولذلك يحق لنا بعد الذي أظهرناه من الإخلاص والولاء أن نتوقع تحقيق أمانينا القومية كافة في السلعة التي تقرر فيها النصر العام، وإني لعلى ثقة أن كلماتي ستمحو كل أثر لسوء التفاهم ولاسيما ونحن نخشى خطراً يهدد استقلال سورية بل يزيدنا اطمئناناً عليه مبادؤكم النبيلة وتصريحات أكابر رجالكم الرسمية والاتفاقات المبرمة بين فخامة رئيس وزارتكم المسيو كليمنصو ومندوب سورية في مؤتمر السلم، وهي الاتفاقات التي تثبت أن فرنسا لا تأتي لسورية إلا كصديق لا كمستعمر. ولقد تفضلتم أنتم فخامتكم ووعدتم بأنكم تحترمون استقلال الشعب السوري وحريته وتتكلون على المودة والصدق المتبادلين ولقد مثلتم فكرة فرنسا السامية نصيرة الحرية والمدنية.
وذلك ما جرأنا يا صاحب الفخامة على قبول مسؤولية الساعة الحاضرة وإننا اعتماداً على معاونتكم لم نتردد في القيام بالمهمة التي يكون من نتيجتها حرية وطننا المحبوب واستقلاله، وأن الحكومة الوطنية التي استحقت ثقتكم والتفاتكم السامي كما أثبت ذلك منشور الجنرال غوابه في 26 تموز وقد بادرت بكل إخلاص إلى إجابة ما طلب منها وقبلت الاشتراك في العمل والسعي مع رجالكم الفنيين الذين يعملون لمصلحة سورية. وإنني مقتنع بأن المحبة التي يضمرها السوريون تجاه فرنسا- وهي المحبة التي جبلت بالدماء في ساحتي الجهاد الأدبي المادي اللذين أديا إلى نيل الحرية- لا تتزعزع، وإن عزم السوريين ونشاطهم المعروفين في كل بلدة نزلوها مودة فرنسا المأثورة لأكبر ضمانة لفوز قضيتنا الوطنية التي ينتظرها السوريون بفارغ الصبر.
ولذلك أحييكم يا صاحب الفخامة بصفتكم الصديق الرسمي والشخصي لسورية وأتمنى لكم طيب الإقامة في هذه البلدة العظيمة التاريخية ولجيشكم الذي أظهر في خطته أنه موجود في بلاد صديقة.
فلتحيا سورية حرة ومستقلة ولتحيا فرنسا الفخيمة الكريمة.
المصدر:
جريدة العاصمة في 12 آب 1920م.
وعند  توجهه إلى منطقة حوران جنوب سوريا مع وزيره عبد الرحمن باشا اليوسف اغتيلا خطأ إذ قتلتهما الجماهير الثائرة ضد الاستعمار.حيث انتهت بمقتل علاء الدين الدروبي وعبد الرحمن اليوسف الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس الشورى في قرية خربة غزالة وكانت مؤلفة من سبعه وزراء بتاريخ 21 اب 1920